التاريخ
جامع القيروان الكبير ويسمى أيضا (جامع عقبة بن نافع)، والذي أسسه عقبة بن نافع عام 670م، وهو أقدم وأعرق مسجد في المغرب العربي في مدينة القيروان في تونس.
يعود أصل العرب إلى مجموعة سامية في شبة الجزيرة العربية. انتشر العرب في الوطن العربي بحدوده الطبيعية الحالية خلال هجرات متلاحقة من شبه الجزيرة العربية بدأت في عصور سحيقة ووصلت أوجها مع الفتح الإسلامي. يقول محمد عزة دروزة في حديثه عن عروبة بلاد الشام[4]:
«ولقد جاء في كتاب الإسلام والمسيحية في لبنان، معزواً إلى المؤرخ الإنكليزي فيليب فان، والأمير موريس شهاب مدير الآثار اللبنانية، أن علماء الآثار اكتشفوا أن هجرات كثيرة متتابعة جاءت من جزيرة العرب إلى مصر والعراق وسورية ولبنان قبل أزمنة التاريخ، وأن من أقدم هذه الهجرات المكتشفة، بالنسبة إلى لبنان، هجرة فوج كنعاني أول قبل مجيء الفوج المعروف يقيناً. ومن الأدلة التي ساقها على ذلك كون تأسيس مدينة بيروت – وهو اسم عربي اللمحة ويرجح أن يكون أصله بئروت – كان في الألف الرابع قبل المسيح، أي قبل قدوم الموجة الكنعانية التي نحن في صددها.»
كان سكان بلاد الشام قبل الإسلام عرباً. كان الموارنة يسكنون ضفاف نهر العاصي في سوريا، وهم يتحدرون على الأغلب من بعض القبائل العربية التي لم تعتنق الإسلام أبداً. يقول المؤرخ اللبناني البارز كمال صليبي (وهو مسيحي) في كتابه بيت من قصور عديدة (1988)، الباب السادس: من المحتمل جداً أن الموارنة، وهم مجموعة من أصل عربي، كانوا بين أواخر القبائل العربية المسيحية التي وصلت سوريا قبل الإسلام. والمؤكد هو أن لغتهم ومنذ القرن التاسع للميلاد كانت العربية وهو ما يشير إلى أنهم كانوا بالتأكيد مجتمعاً قبلياً عربياً. أما حقيقة أن السريانية لا تزال اللغة المستخدمة في صلاتهم، فهي أمر ليس بذي صلة بالموضوع. فالسريانية، وهي الشق النسخة الدينية المسيحية من اللغة الآرامية، كانت لغة الصلاة والشعائر الدينية لكل الطوائف المسيحية العربية الآرامية سواء في الجزيرة العربية أو سوريا أو العراق.
ويشير صليبي أيضاً (في الباب الرابع) إلى أن البطرك استيفان دويهي، وهو مؤرخ ماروني من القرن السابع عشر، قال أن الموارنة اضطروا إلى الرحيل عن وادي العاصي والانتقال إلى جبل لبنان نتيجة اضطهاد بيزنطة لهم وليس المسلمين. ويقول صليبي عن ذلك: بين 969 و1071، كان البيزنطيون يسيطرون على وادي العاصي، ولا بد أنهم مارسوا من الاضطهاد على الموارنة ما يكفي لإجبارهم على الرحيل من المكان والالتحاق بالمسيحيين الموجودين في جبل لبنان. أما في مدينة حلب المسلمة، فلا تزال الجالية المارونية موجودة حتى هذا اليوم.
ويقول الحسن بن طلال (ولي عهد الأردن السابق) في كتابه المسيحية في العالم العربي (1994) في الباب السابع: كان من الوارد جداً ألا تنجو الكنيسة المارونية من عودة الاحتلال البيزنطي لسوريا بين القرنين العاشر والحادي عشر لو كانت بيزنطة قد نجحت في احتلال كل الأراضي السورية دون أن تتبقى أجزاء تحت الحكم الإسلامي، والتي وجدت الجاليات المسيحية المنشقة عن الكنيسة البيزنطية ملاذاً لها من الاضطهاد البيزنطي.
من الشواهد الأخرى على عروبة بلاد الشام قبل الفتح الإسلامي حديث الرسول محمد:
«اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا»
فتحت مصر عام 639م، وبدأ انتشار الإسلام في المغرب العربي على يد عقبة بن نافع رضى الله عنه ومن بعده القائد المسلم موسي بن نصير، وبقدوم عام 92 هجريا بدا المسلمون تحت قيادة طارق بن زياد في فتح الأندلس بعد تمام فتح المغرب العربى، وتم الفتح عام 95 هجريا. دخل الإسلام السودان من مصر خلال القرن الثامن إلى الحادي عشر.
نشرت مؤخراً أدلة وراثية حديثة تثبت انتماء سكان بلاد الشام والجزيرة العربية إلى نفس الأصل، في دراسة قام بها الدكتور بيار زلوعا المختص في دراسة الحمض النووي والمدرس في الجامعة اللبنانية الأميركية ومدير قسم الشرق الأوسط في المشروع الجينوغرافي (بالإنكليزية: Genographic Project) التابع لمؤسسة ناشيونال جيوغرافيك الذي يهدف إلى دراسة حركة هجرة الشعوب تاريخياً[5]. تمكّن زلوعا خلال السنوات الخمس من تحديد المورثة التي تميّز شعب بلاد الشام ويطلق عليها علمياً اسم الـJ2 وهي لا تختلف عن مورثات أهالي الجزيرة العربية، ولكنها تتركز على الساحل وفي محيط المتوسط وتتداخل فيها جينات عديدة أخرى ما يشرح تزاوج الشعوب مع بعضها. تستنتج الدراسة أن:
«جينة J2 لا ينفرد بها اللبنانيون، فهي تمتد شمالاً على الشاطئ السوري وجنوباً نحو شمال فلسطين. أرض مشتركة، وتاريخ مشترك، وجينة مشتركة. وهذا ما استنتجته الدراسة من خلال فحوص على عيّنات دم من المخيمات الفلسطينية وأخرى من متطوعين سوريين أبدوا اهتماماً»